فصل: مقتل فخر الملك ووزارة ابن سهلان.

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تاريخ ابن خلدون المسمى بـ «العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر» (نسخة منقحة)



.وفاة بهاء الدولة وولاية ابنه سلطان الدولة.

ثم توفي بهاء الدولة أبو نصر بن عضد الدولة بن بويه هلك بالعراق منتصف ثلاث وأربعمائة بأرجان وحمل إلى تربة أبيه بمشهد علي فدفن بها لأربع وعشرين سنة من ملكه وملك بعده ابنه سلطان الدولة أبو شجاع وسار من أرجان إلى شيراز وولى أخاه جلال الدولة أبا ظاهر على البصرة وأخاه أبا الفوارس على كرمان.

.استيلاء شمس الدولة على الري من يد أخيه مجد الدولة ورجوعه عنها.

قد تقدم لنا أن شمس الدولة بن فخر الدولة كان ملك همذان وأخوه مجد الدولة ملك الري بنظر أمه وكان بدر بن حسنويه أمير الأكراد وبينه وبين ولده هلال فتنة وحروب نذكرها في أخبارهم واستولى شمس الدولة على كثير من بلادهم وأخذ ما فيها من الأموال كما يذكر في أخبارهم ثم سار إلى الري يروم ملكها ففارقها أخوه مجد الدولة ومعه أمه إلى دنباوند واستولى شمس الدولة على الري وسار في طلب أخيه وأمه فشغب الجند عليه وطالبوه بأرزاقهم فعاد إلى همذان وعاد أخوه مجد الدولة وأمه إلى الري.

.مقتل فخر الملك ووزارة ابن سهلان.

ثم قبض سلطان الدولة على نائبه بالعراق ووزيره فخر الملك أبي غالب وقتله في سلخ ربيع الأول سنة ست وأربعمائة لخمس سنين ونصف من ولايته واستصفى أمواله وكانت ألف ألف دينار سوى العروض وما نهب وولى مكانه بالعراق أبا محمد الحسن بن سهلان ولقبه عميد الجيوش واستوزر مكانه الرجحي بعد أن كان ابن سهلان هرب إلى قرواش فأقامه عنده بهيت وولى سلطان الدولة مكانه في الوزارة أبا القاسم جعفر بن فسانجس ثم رجع ابن سهلان إلى سلطان الدولة فلما قتل فخر لملك ولاه مكانه فسار إلى العراق في محرم سنة تسع وأربعمائة ومر في طريقه ببني أسد فرأى أن يثأر منهم من مضر بن دبيس بما كان قد قبض عليه قديما بأمر فخر الملك فأسرى إليه وإلى أخيه مهارش وفي جملته أخوهم طراد واتبعهما حتى أدركهما وقاتله رجال الحي فقتل جماعة من الديلم والأتراك ثم انهزموا ونهب ابن سهلان أموالهم وسبى حريمهم وبذل الأمان لمضر ومهارش وأشرك بينهما وبين طراد في الجزيرة ونكر عليه سلطان الدولة ذلك ورحل هو إلى واسط والفتن بها فقتل جماعة منهم وأصلحها وبلغه ما ببغداد من الفتنة فسار إليها ودخلها في ربيع من السنة وهرب منه العيارون ونفى جماعة من العباسيين وأبا عبد الله بن النعمان فقيه الشيعة وأنزل الديلم بأطراف البلد فكثر فسادهم وفساد الأتراك وساروا إلى سلطان الدولة بواسط شاكين من ابن سهلان فوعدهم وأمسكهم وبعث عن ابن سهلان فارتاب وهرب إلى خفاجة ثم إلى الموصل ثم استقر بالبطيحة وبعث سلطان الدولة العساكر في طلبه فأجاره إليها الشرابي وهزم العساكر وكان ابن سهلان سار إلى جلال الدولة بالبصرة ثم أصلح الرجحي حاله مع سلطان الدولة ورجع إليه.
وضعف أمر الديلم في هذه السنة ببغداد وواسط وثارت لهم العامة فلم يطيقوا مدافعتهم.
ثم قبض سلطان الدولة على وزيره فسانجس وأخويه واستوزر أبا غالب ذا السعادتين الحسن بن منصور وقبض جلال الدولة صاحب البصرة على وزيره أبي سعد عبد الواحد علي بن ماكولا.

.انتقاض أبي الفوارس على أخيه سلطان لدولة.

كان سلطان الدولة قد ولى أخاه أبا الفوارس على كرمان فاجتمع إليه بعض الديلم وداخلوه في الانتقاض فانتقض وسار إلى شيراز فملكها سنة سبع وأربعمائة وسار سلطان الدولة فهزمهم إلى كرمان وسار في اتباعه فلحق بمحمود بن سبكتكين ببست ووعده بالنصرة وبعث معه أبا سعيد الطائي في العساكر إلى كرمان وقد انصرف عنها سلطان الدولة إلى بغداد فملكها أبو الفوارس وسار إلى بلاد فارس فملكها ودخل إلى شيراز فسار سلطان الدولة إليه فهزمه فعاد إلى كرمان سنة ثمان وأربعمائة وبعث سلطان الدولة في أثره فملكوا عليه كرمان ولحق بشمس الدولة صاحب همذان لأنه كان أساء معاملة أبي سعيد الطائي فلم يرجع إلى محمود بن سبكتكين ثم فارق شمس الدولة إلى مهذب الدولة صاحب البطيحة فبالغ في تكرمته وأنزله بداره وأنفذ إليه أخوه جلال الدولة مالا وعرض عليه المسير إليه فأبى ثم ترددت الرسل بينه وبين أخيه سلطان الدولة فعاد إلى كرمان وبعث إليه التقليد والخلع.